كغيري من الباحثين عن عمل، كان حلمي الحصول على الوظيفة المثالية التي لطالما حلمت بها، وفَور عثوري عليها تقدّمت بطلب وظيفة. مرّت الأيام وأنا أنتظر بفارغ الصبر أن يتم الاتصال بي، خاصةً أنني أمتلك جميع المتطلبات من معدل تراكمي ممتاز، ورسائل توصية، وجميع المؤهلات الأُخرى. ولم أتوقف هنا، بل بحثت عن الشركة عبر جوجل وحاولت تسليط الضوء على إمكاناتي التي تتوافق مع طبيعة العمل في خطاب المقدمة المُرفق مع طلب الوظيفة الخاص بي. لكن بدأ الأمل يتلاشى شيئاً فشيئاً.
بالرغم من امتلاكي لجميع الميزات، لم أفهم لمَ لم أحصل على الوظيفة بعد! وكأول ردة فعل، قمت بطباعة خطاب المقدمة وسيرتي الذاتية لأريها لأصدقائي في تعبير عن خيبة أملي. وبينما كنت أتحدث عن غضبي لعدم حصولي على الوظيفة وكيف كان قرار تلك الشركة بعدم توظيفي خسارة لهم (من وجهة نظري طبعاً!) بدأت صديقتي سارة بالضحك!
أشارت صديقتي سارة للأخطاء التي ارتكبتها في سيرتي الذاتية، أولها أنني أخطأت في كتابة كلمة "التعليم" في العنوان الثاني في سيرتي الذاتية الموجود تحت قسم "المهارات" حيث أدرجت مهارات "التركيز على التفاصيل" و "كتابة المحتوى"، ولكنها لم تجدي أي نفعاً تحت كلمة "العتليم". لا أفهم كيف لم يصحح الكمبيوتر هذا الخطأ الفادح!
بالطبع أعلم كيفية كتابة كلمة "التعليم" فأنا استخدمها في كل يوم، ولكن يبدو أنني أفقد جميع مهاراتي عند كتابة السيرة الذاتية وطلبات الوظائف، ولا أستطيع إبراز قدراتي ومؤهلاتي بالشكل الصحيح.
إلى جانب الأخطاء الإملائية، فإنني أجد صعوبة بشكل عام في كتابة سيرتي الذاتية. ربما يعود ذلك إلى عدة أسباب، منها وجوب إظهار تواضعي من خلال سيرتي الذاتية، لذا قد يبدو إدراج إنجازاتي تفاخراً، تباهياً في غير محله، أو أن فكرة تلخيص إنجازاتي ومهاراتي في صفحة أو صفحتين قد تجعلني أركز على الأمور التي تنقصني بدلاً من الأمور التي أنجزتها. وبكلتا الحالتين، فإنني أعلم جيداً بأن الكثير يشاركونني هذا التفكير.
لا شك بأن جميع زملائي مروا بنفس التجربة عند محاولتهم كتابة سيرهم الذاتية، التي تكون مصممة خصيصاً لكل صاحب عمل بشكل مختلف.
فكيف يمكننا التخلص من هذه المشاعر لنستطيع التعبير عن أنفسنا بالشكل الصحيح؟ والأهم من ذلك، كيف يمكننا التأكد من أن سيرنا الذاتية خالية من الأخطاء بالرغم من أننا نقرأها عشرات المرات ونسهو عن الأخطاء الإملائية وعدم تناسقها؟
بين الأخطاء الإملائية غير المقصودة، وعدم الرضى الذاتي، وقلة المعرفة في إبراز مهاراتنا وقدراتنا، قد تظهر كثير من الأخطاء عند محاولة كتابة سيرتنا الذاتية. ونظراً لشدة التنافسية التي يشهدها سوق العمل حالياً، يختار الكثير من الباحثين عن عمل كتابة سيرهم الذاتية بمساعدة مهنيين ذوي خبرة.
عندما سمعت الأمر لأول مرة من صديقة لي، كانت ردة فعلي مشابهة لردة فعلك، "إنه أمر غير ضروري، أستطيع أن أكتب سيرتي الذاتية بنفسي"، لكنني بدأت بمشاهدتها تحصل على مقابلة عمل تلو الأخرى، بينما لم أتلقى أي اتصال أو بريد إلكتروني. عندها بدأت تراودني فكرة الحصول على مساعدة من مهنيين ذوي خبرة طويلة في كتابة السير الذاتية، إلى جانب امتلاكهم لخبرة في قطاع العمل الذي أحاول الدخول إليه، ومعرفة في متطلبات الشركات. ومن هنا بدأت بالاقتناع بفكرة طلب المساعدة من خبراء كتابة السيرة الذاتية.
تُعد سيرنا الذاتية أفضل فرصة نمتلكها لإبراز معرفتنا أمام أصحاب العمل، إلى جانب مهاراتنا وقدراتنا. إن الخطأ وارد، لكن لا مجال لارتكاب أي خطأ في هذه الحالة، لذا قد يكون أفضل خيار في هذه الحالة هو ترك الموضوع للخبراء. إن الحصول على استشارة من قِبَل خبراء سيبدو صحيحاً فور حصولنا على الوظيفة المثالية التي لطالما حلمنا بها. نصيحتي لك هي الحصول على مساعدة مهنية عند كتابتك للسيرة الذاتية، فذلك سيوفر عليك الكثير من العناء في المستقبل.
تعليقات
إرسال تعليق