يشعر العديد من الأشخاص بالخوف من المقابلات الشخصية، خاصةً إن لم يتمكنوا من التحكُم بلغة جسدهم وايماءاتهم. وقد لا يدرك الكثير من الأشخاص أهمية لغة الجسد؛ فهي تُعطي انطباع فعال للشخص الذي يُجرى المقابلة الشخصية، وقد يكون هذا الانطباع جيد أو سيء على حد سواء. على سبيل المثال، لو كانت لغة جسدك متوترة أو تعبر عن نقص في ثقتك بنفسك، فسيؤثر ذلك بشكل سلبي على رأي الشخص الذي يُجري المقابلة معك. ولمساعدتك على إظهار ثقتك بنفسك خلال المقابلة الشخصية من خلال لغة الجسد، نُقدم لك بعض النصائح الفعّالة:
1. صافح الشخص الذي سيجري معك المقابلة الشخصية بشكل واثق
احرص على الترحيب بالشخص أو الأشخاص الذين سيُجرون معك المقابلة الشخصية عندنا تدخل لغرفة المقابلة وتبدأ بالتواصل معهم، واشكرهم على تخصيص وقتاً لمقابلتك. كما عليك مصافحتهم فور دخولك، فذلك سيعكس ثقة أكبر بالنفس، كما سيساعدك على الظهور بمظهر ودي أكثر. واحرص على الوقوف بشكل ثابت وواثق، والمصافحة بشكل قوي لعكس ثقتك الكبيرة وتجنُب الظهور بمظهر الخائف أو المتردد.
2. لا تنسَ الابتسامة
لا أحد يُحب رؤية وجه عابس! دع قوة ابتسامتك تترك أثراً كبيراً خلال فترة المقابلة الشخصية، فإذا بدأت المقابلة بابتسامة ستشعر بشعور أفضل عشرات المرات، كما سيشعُر الشخص أو الأشخاص الذين يُجرون المقابلة بشكل أفضل عند النظر إلى ابتسامتك. يمكنك الحفاظ على هذه الابتسامة خلال التحدُث والتفاوض مع الأشخاص في الغرفة. وتذكر أنه في حال حصلت على الوظيفة ستعمل مع هؤلاء الأشخاص، لذا احرص على عكس جانب ودي من شخصيتك.
3. التواصل البصري
احرص على التواصل بصرياً مع الشخص أو الأشخاص باستمرار خلال التحدث معهم، ولكن لا تُحدّق طويلاً، فنظرة قصيرة تكفي، وفي حال حدّقت طويلاً قد يشعر الشخص أو الأشخاص بشعور مزعج، أو كأن أحداً ما يراقبهم. والأمر مشابه جداً للقائك بصديق ما لأول مرة. احرص على اعطائهم انطباع أن تركيزك الكامل معهم، وأنك تستمع لكل ما يقولونه.
وفي حال كنت تجري مقابلة مع لجنة وليس شخصاً واحداً، فلا تنسَ أن عليك التواصل بصرياً معهم جميعاً عند التحدث بدلاً من التركيز على شخص واحد فقط. أما إن كان شخص واحد يتحدث، عليك التركيز عليه. وغالباً ما يكون أحد أعضاء اللجنة ودّي أكثر من البقية، فعند التركيز عليه ستشعر بالراحة تلقائياً. لذا في حال شعرت بالتوتر، انظر إلى ذلك الشخص لتشعر بالراحة والهدوء.
ومن النصائح الأُخرى التي عليك اتباعها هي موازنة تواصلك البصري مع لغة جسدك وتعابير جسدك ووجهك. احرص على أن تكون تعابير وجهك هادئة عند التواصل بصرياً لكي لا يبدو أنك تحدّق، ولا تعبس، وركز فيما يقوله الآخرين. كما عليك تغيير اتجاه جسدك وتوجيهه إلى الشخص الذي يتحدث لكي تتجنب الظهور بمظهر الشخص المُتعالي أو النظر بفوقية إلى الآخرين.
4. استخدم حركات اليدين خلال التحدث
أحد أكثر الأسئلة التي تتكرر هي "ما الذي يجب عليّ فعله بيداي؟". وأفضل ما يمكنك فعله هو وضعها على الطاولة أمامك. وفي حال لم يكن هناك طاولة، عليك وضع يداك على يد الكرسي الذي تجلس عليه، أو ضعها على رجليك. وخلال التحدث، من الجيد استخدام يداك وتحريكها عند شرح شيء ما لتتوافق مع الشرح أو الحديث الذي تقوله، ولكن دون مبالغة لكي لا تشتت انتباه الشخص الذي يجلس أمامك. ومن الأمور التي عليك الانتباه لها هي عدم تحريك يديك أبداً أو اللعب في الأغراض الموجودة أمامك، فقد يُظهر ذلك عدم ثقتك بنفسك، أو أنك غير مهتم بالمقابلة الشخصية.
5. أومئ برأسك خلال الاستماع
قد يختلف معنى إيماءة الرأس من ثقافة إلى أُخرى، ولكن في ثقافتنا العربية فهي تعني أنك توافق على الكلام الذي يتم ذكره، وأنك تتابع الحديث بشكل شيّق، ولا تبدو بمظهر المتململ. وهذه الحركة مهمة للغاية ومفيدة؛ لأنها تُظهر مدى اهتمامك بكلام الشخص الذي يُجري المقابلة الشخصية، وأنك مهتم بالشركة والوظيفة الشاغرة. كما أنها تساعد الشخص الذي يجري المقابلة الشخصية على التأكد من أن المقابلة تجري بسلاسة، وأن جميع الأمور على ما يُرام.
6. لا تُبالغ في حركات جسدك أو التعابير
تجنب المبالغة، واجعل حركاتك عفوية قدر الإمكان. ولا تصب تركيزك في المقابلة الشخصية على لغة جسدك، بل اجعلها تبدو طبيعية قدر الإمكان. فالادعاء أنك مهتم في شيء أو سعيد أو واثق بنفسك يمكن أن يعرضك لمتاعب أو يُعطي انطباع عكس الذي تريد ايصاله. وتذكر أن التدريب والممارسة أمران هامان للغاية، حتى فيما يتعلق بلغة الجسد والمقابلات الشخصية. في الواقع، إن الذهاب إلى مقابلات شخصية عديدة وممارسة حركات لغة الجسد سيساعدك على احتراف لغة الجسد.
كما يمكنك التدرُّب على الأسئلة والأجوبة أمام صديق لك أو أمام المرآة، ومراقبة لغة جسدك، وحركاتك، وكيفية تعبيرك عن نفسك من خلال لغة الجسد. ولا تنسَ الحفاظ على ابتسامة عريضة على وجهك، والتمتع بروح ايجابية خلال رحلتك للبحث عن عمل.
تعليقات
إرسال تعليق