نظراً لاختلاف سوق العمل الحالي، وتطور العالم المهني بشكل متسارع، لم يعد امتلاك وظيفة لمدة طويلة أمراً رائجاً أو مُعتاداً، وقد ولّت تلك الأيام التي يشغل بها الموظف نفس الوظيفة لعدة سنوات. واليوم، حتى لو كان عقدك غير محدد المدة، إلا أن التغييرات الاقتصادية قد تؤثر على دورك الوظيفي أو شركتك، وقد تختفي من الوجود خلال أيام فقط.
لذا، كيف يمكنك الاحتفاظ بوظيفتك لفترة طويلة؟
لا يمكن لأي موظف ضمان الحصول على وظيفة مدى الحياة، سواء أكان ذلك في القطاع الحكومي أم القطاع الخاص. والسر يكمن في أننا نصنع وظيفة آمنة بأنفسنا. وفعلياً الأهم من الوظيفة هو أنت، وكيف يمكنك تحسين وظيفتك بشكل أكبر وجعلها ذات قيمة من خلال مهاراتك وخبراتك، فالشركات ستجد دوماً بديلاً في حال لم تكن خدماتك تتوافق مع المعايير التي يبحثون عنها. ولكن في حال قدمت للمنظمة قيمة عُليا، لن يكون هناك دافع أو سبب لاستبدالك لأنك ستكون صعب الاستغناء عنه في هذه الحالة.
التميّز سيضمن لك الأمان الوظيفي، لذا عليك التحلّي بالذكاء، وأن تكون جدير بالثقة، ويمكن الاعتماد عليك، ومليء بالطاقة والحيوية، وتمتلك دافعية كبيرة للتعلُّم والتميُّز عن الآخرين. إليك بعض النقاط التي تساعدك على الاحتفاظ بوظيفتك لأطول فترة ممكنة، وجعل مهاراتك قيمة ثمينة لا يمكن لأصحاب العمل الاستغناء عنها:
ابنِ علاقات
ابنِ علاقات إيجابية ذات معني مع مدرائك، وفريق عملك، وعملائك. كما عليك العمل على بناء سمعة جيدة لنفسك كشخص يُعتمد عليه لبناء فريق، ويضع أهداف الفريق ومصالحه قبل مصالحه وأهدافه الشخصية. وللنجاح في هذا الدور، فإن مشاركتك وعطائك لفريقك يجب أن يتخطى حدود المتوقع.
كن مصدراً للتشجيع والدعم
فور البدء في العمل واكتساب الخبرة، عليك بناء سمعة لنفسك بأنك مصدر كبير للمساعدة والمعلومات لزملائك والآخرين. اعمل على أخذ دور الشخص المُساعد الذي يلجأ إليه الجميع بحثاً عن حلول، ونصائح، ومشورة. كما عليك وضع معايير عالية لعملك، والالتزام بالمواعيد النهائية، والوفاء بالوعود التي تقدمها للآخرين، مما سيسمح للآخرين بالنطر إليك كمشرفهم.
أحدِث فرقاً
اختر العمل في أدوار وظيفية تحدث فرقاً في شركتك، حتى لو كان نوع العمل تطوعاً فقط. يجب أن تكون القيمة التي تُضيفها قيمة يمكن قياسها، إما من خلال الأرباح، أو التكلفة مثلاً، أو من خلال قياس الأرقام والجداول. وهنا يمكنك استخدام إبداعك بالشكل الأفضل؛ حيث تتعرض لموقف لا يوجد طريقة محددة للتعامل معه، ولكنك تُجيد التعامل معه بالشكل الأمثل. وفي الوقت ذاته، قم دوماً بقياس ومتابعة عملك لتتمكن من إثبات قيمتك بسهولة.
احتكر تخصصاً أو مهارة
يقول آل رايس وجاك تروت في كتابيهما "22 قانون ثابت في التسويق": "إذا تمكنت كن الأول، إذا لم تتمكن من ذلك، أنشئ فئة جديدة حيث يمكنك أن تكون الأول". انظر إلى الأشخاص من حولك، مثالك الأعلى مثلاً أو الشخص الذي يشغل وظيفة أحلامك، ما هي الأمور التي تُميز هذا الشخص عن غيره؟ كيف هو مختلف عن الآخرين؟ ما الذي فعله للوصول إلى هذا المستوى من التميُّز؟ كل ما عليك فعله الآن هو العمل باجتهاد لاكتساب المهارات والتي تحتاجها للصعود على السُلم المهني. احرص على جعل مهاراتك وخبراتك مميزة من خلال ملء الفراغات الموجودة في شركتك، وتوفير الخبرات اللازمة. قد تحتاج إلى أخذ شهادة لا يمتلكها أحد من شركتك، واكتساب مهارات ستساعد على تغيير شركتك بشكل فعال.
اعمل بشكل إضافي
العمل بشكل إضافي سيكون دائماً في صالحك، حتى لو تطلب الأمر أنك تعمل أكثر من اللازم بقليل. اعمل على المهام التي لا يرغب أحد في العمل عليها، لأن المدراء يقدرون العاملين المجتهدين واستثمارهم لوقتهم وجهدهم وتكريسه لنجاح الشركة. ساعد الموظفين على تحقيق أهدافهم، وفكّر في طُرق تساعد الشركة على توفير الوقت والمال والجهد.
خذ زمام المبادرة
فور حصول موقف يتطلب أخذ زمام المبادرة، لا تتردد أبداً. وفي الوقت ذاته، اعرف متى ينبغي عليك أن تكون تابعاً ومتى عليك أن تكون قائداً. حلل المواقف التي تمر بها، وكن الشخص الذي يُساعد أعضاء الفريق على تخطّي الصعوبات التي تواجههم.
تحدَّ نفسك
عند حصول تحديات في مكان عملك، واجهها بكل ثقة. فعند مواجهة التحديات وتحويلها إلى مهام سهلة، ستصبح ذو فائدة أكبر لصاحب العمل. وعند الحاجة، لا تتردد في طلب المساعدة من زملائك ومدرائك، ودائماً ستجد من يساعدك.
ويكمن السر في تأمين وظيفة هو أن تكون شخصية فريدة تُقدم جميع المعلومات، وتحقق نتائج فعالة لشركتك وفريق عملك. وتذكر أن أي مهارات تكتسبها أو معرفة تتعلمها ستعود بالفائدة عليك أولاً وأخيراً، وليس شرطاً أن تكون لها علاقة مع أصحاب عملك، أو عملك الحالي، أو عملك المستقبلي. تذكر أن تُبقي مهاراتك حديثة وتواكب متطلبات السوق الحالية، لأن الخبرات والمهارات دائماً ما تتغير.
"يرغب الجميع في أن يكونوا فائزين، ولكن فقط البعض على استعداد لبذل المجهود واستثمار الوقت والجهد ليفوزوا حقاً، وذلك ما يميّز الفائز عن غيره."
تعليقات
إرسال تعليق